الوعي السياحي والأثري

تسهم برامج الوعي السياحي والأثري لدى أفراد المجتمع، بشكلٍ كبير، في تنمية حركة السياحة التي تعد أحد أهم المصادر الرئيسية للدخل القومي، والانتماء والشعور بالهوية الثقافية والتعريف بالحضارة المصرية العريقة، علاوة على الدور الذي تلعبه في الحفاظ على الآثار من السلوكيات والممارسات السلبية بالمواقع الأثرية والمتاحف. وترتبط السياحة ارتباطاً وثيقاً بدرجة وعي المجتمع، فكلما ارتفع الوعي السياحي زادت حركة التنمية السياحية، والحركة السياحية ما هي إلا رسالة حضارية وجسر للتواصل بين الثقافات والمعارف الإنسانية المختلفة ومدخل للتبادل الثقافي والحضاري وتحقيق السلام والتفاهم بين الشعوب.

 

وفي هذا الإطار، تسعى وزارة السياحة والآثار من خلال استراتيجيتها للتنمية المستدامة 2030 إلى رفع الوعي السياحي والأثري لكافة فئات المجتمع، وخاصةً الشباب والأطفال، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية، وتعميق روح الولاء والانتماء للهوية المصرية وتنوعها الثقافي، بما يضمن دمج وإشراك المجتمعات المحلية المحيطة بالمناطق السياحية والأثرية في عملية التنمية المستدامة، والحفاظ على تراث مصر الحضاري والثقافي. وفي سبيل تحقيق ذلك؛ تقوم الوزارة – من خلال هيئاتها المختصة - بإعداد وتنظيم وتنفيذ العديد من الفعاليات كالبرامج، الندوات، المبادرات، ورش العمل، الرحلات التوعوية، والأنشطة التفاعلية المتخصصة بجميع المحافظات المصرية. فقد أطلقت الوزارة، خلال عامي 2020 - 2021، ما يقرب من 800 مبادرة وبرنامج توعوي، استهدفوا ما يزيد عن 130,000 مواطن من مختلف المحافظات والمدن والقرى، متضمنة كافة شرائح المجتمع المصري من الطلاب في مراحل التعليم قبل الجامعي والجامعي، الشباب، الأيتام، السيدات، كبار السن، محاربي السرطان، ذوي الهمم، أصحاب الحرف التراثية وغيرهم، وذلك بالتعاون مع أكثر من 325 جهة معاونة من الوزارات والمحافظات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والمهنية والمجالس القومية المختلفة.

 

وتستعد وزارة السياحة والآثار لإعادة إحياء مدرسة الحضارة المصرية بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط قريباً، والتي تقدم برامجها باللغتين العربية والإنجليزية، لرفع الوعي السياحي والأثري لدى المواطنين، فضلاً عن تعريف الأجانب المقيمين بالحضارة المصرية القديمة.